الاثنين، 5 مارس 2012

كثرة الحركة وتشتت الانتباه لدى الاطفال



يشكل التعامل مع الأطفال المصابين بكثرة الحركة ونقص الانتباه تحديا كبيرا لأهاليهم ولمدرسيهم وتشتكي كثير من الأمهات من حركة أطفالهن الزائدة ويتساءلن.. هل امومتنا قاصرة؟

لا تعني كثرة الحركة عند الطفل قصورا بل هي دليل الحيوية والنشاط عند الطفل، ورسول الله [ يقول «عراقة الصبي في صغره زيادة في عقله عند كبره» (رواه الترمذي) والطفل المتحرك يعطي فرصة للتوجيه والتصويب، والصواب ان نبحث عن العلاج، وننزعج في حالة الطفل الذي لا يحرك ساكنا لانه غالبا ما يصاب بالكبت والخوف والخجل.


وقد تشتكي بعض الامهات من حركة اطفالهن الزائدة، على الرغم من انه يتضح بعد ذلك ان حركتهم لا تزال في الحدود الطبيعية، لكن تحمل اسرهم لهم ورحابة صدورهم تجاههم تكون ضيقة، وقد يكون ذلك لوجود عوامل خارجية مثل ضيق المنزل وعدم وجود اماكن مناسبة ينفس الاطفال فيها عن نشاطهم الطبيعي وربما يرجع ذلك الى عدم وجود وسائل تسلية وألعاب مناسبة يفرغ الاطفال فيها طاقتهم الطبيعية.

من وسائل الإسلام في تربية الإنسان

ان هذه الطاقة التي يفرزها الكيان الإنساني بشكل تلقائي هي طاقة حيوية محايدة تصلح للخير وتصلح للشر، تصلح للبناء وتصلح للهدم، كما يمكن ان تنفق بددا بلا غاية، والإسلام يوجهها وجهتها الصحيحة في سبيل الخير.

وسائل العلاج

1- الاكثار من الدعاء للطفل وتجنب الدعاء عليه، فقد قال ابن المبارك لمن اشتكى ولده: لعلك تدعو عليه قال نعم، قال: فأنت أفسدته.

2- اشاعة روح العدل كما امرت بذلك شريعة الله المطهرة، فمن الضروري ألا يشعر ان غيره يفضل عليه لان المربي الجيد يعلم ان هناك فروقا فردية بين الاطفال.

3- تحقيق الاشباع العاطفي لهذا الطفل، فلا شك انه يحتاج الى مزيد من العطف والاهتمام مثل المسح على رأسه وأعلى ظهره، وعدم حرمانه من القبلات.

4- الثناء عليه، خاصة أمام الأضياف والأقارب حتى لا يحتاج الى لفت الأنظار امام الأضياف، واعلم اننا نخطئ عندما نوجه الطفل لتحسين سلوكه امام الناس فقط، فإن الخطأ خطأ سواء كان أمام الناس أو من ورائهم.

5- تشجيعه على معاشرة الطيبين والاحسان اليهم، ويراعى اختيار الاصدقاء والاقارب والجيران الصالحين الذين يربون ابناءهم على القيم السليمة والاخلاق الفاضلة.

6- الحرص على تغيير الاسلوب السابق في التعامل معه، ومن الخطأ ان تكرر العقوبة وان نجعلها الحل الاول، والمفتاح الاساسي في تغيير اي سلوك هو الاستخدام الحكيم لأسلوب الثواب والعقاب.

7- شغل أوقات الفراغ، فالنفس ان لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية، والطفل كذلك ان لم تشغله بما هو مفيد سيفرغ طقاته فيما هو غير مفيد، فيطلب من الطفل مثلا ترتيب ادواته وملابسه وحجرته قدر الامكان، او الاشتراك في احد الاندية لتفريغ طاقته في لعبة ما، او الخروج لمنتزهات المراقبة، او التمثيل وتبادل الادوار وألعاب الماء والرمل والصلصال وكلها من الالعاب المهمة في تخلص الطفل من مكبوتاته وتفريغ شحناته الانفعالية والايجابية او السلبية والتنفيس عما بداخله اثناء اللعب.

الخلاصة انه يجب علنيا ان ننتبه لاطفالنا واذا لاحظنا حركة زائدة عندهم فاننا نوجههم، فهناك العديد من اطفالنا لا تنقصهم سوى دفعة بسيطة والتفاتة صغيرة ليصبحوا مثل اقرانهم بل احسن ويستثمروا ذكاءهم في اشياء تخدمهم وتخدم عائلاتهم ومجتمعهم.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق